هل يختلف اثنان ان
مجتمعنا ، محلياً واقليمياً، يمر في ازمة عميقة ؟ عنف ، جهل ، فقر ،طائفية ، حمائلية ،افق
مسدود ، بالاضافة للعوامل الخارجية من احتلال ومؤامرات وصراعات دولية للاستيلاء
على مقدرات الشعوب ، على الاغلب الاجابة لا !
ولو وضعنا العوامل
الخارجية جانباً ،ليس للتقليل من حجمها او اهميتها ولكن من باب دراسة جاهزية مواجهتها على
الاقل ، وعملنا مسحاً لموازين
القوى داخل المجتمع لوجدنا ان هناك قوى ترى في هذا الحال مرتعاً وارضاً
خصبة لمشروعها وهي تنتصر
مرة تلوى الاخرى في الاونة الاخيرة فمن جهة هي "النجم
الصاعد والمخلص " شعبوياً لما تلامسه من عواطف و"وجدان " العامة دون اي فعل نهضوي تعددي
حقيقي ولكنها بالواقع تحمل مشروع ردة وعودة الى الخلف التاريخي, والمستقبل بمفاهيمها البنيوية
هو غير دنيوي وكل ما هو دنيوي هو مرفوض ما دام لا يخدم المستقبل غير الدنيوي
فاذاً هي بطبيعة الحال لا تكوّن مخرجاً من هموم الناس الحياتية اليومية الدنيوية
وبالتالي تأخذنا لطريق مسدود وهي بذلك تخدم بارادتها او بغير ارادتها مشروع الاستعمار
والهيمنة الحديث وهناك قوى اخرى انتهازية لا ترى غضاضة بالوقوف مع "الحيط
الواقف" ما دام هذا يخدم مصالحها تارة باسم الوحدة وتارة باسم البراغماتية ( فلنكن
واقعيين ، عمليين ,سأمنا السياسة القديمة وغير ذلك من المبررات ) وهي كونها انتهازية تحمل معايير مزدوجة
تستخدم مفاهيم حداثية ( الديمقراطية ، حقوق الانسان ،الحريات ....)
من جهة وتستعمل خطاب
اصولي من جهة اخرى ولا
ضير في خلط الحابل بالنابل ( لا للسياسة لا للاحزاب لا للايديولوجيات ،
الطائفية والحمائلية
والحزبية واحد ....) وهذه القوى حليفة للقوى انفة الذكر ، وبالتالي شريكة باللامخرج ، وهناك قوى من المفروض انها
تحمل مشروعاً ثورياً ديناميكياً
يقرأ تحركات المجتمع ( سياسياً واقتصادياً، والموروث التاريخي والحضاري ) وتعطي
ولو نظرياً اجوبة لها ،لكنها اضحت نخباً (باحسن الاحوال) اما سياسية واما ثقافية بعيدة عن
العامة لا تعي كيف
تخاطبها ، متناحرة فيما بينها ( صراعات اجيال ، فئوية ، انتهازية
داخلية ،...) تمسك بآليات
عمل فقدت جدواها وتفتقد لاليات حديثة تصل للناس وغيرها من " الامراض"
بالاضافة انها تُحارَب
وتٰضْرَب من القوى الاخرى بطبيعة الحال ، في ظل هذا المسح والواقع السوداوي ، قد يكون الاحباط سيد
الموقف فهل الاستسلام هو خيار؟؟ لا !
للحديث بقية عن شباب يبحث عن بيت / طريق ليخرج من
الازمة قد يكون هناك امل !!!
Comments
Post a Comment