عاصفة مشاعر هادئة


عاصفة مشاعر هادئة

لست ناقداً سينمائياً ولا حتى مختصاً في هذا الفن الذي اولع به منذ وعيت له ,وبسبب هذا الولع ذهبت لاشاهد ومن خلال عروض مهرجان السينما في حيفا فلم "فيلا توما " للمخرجة سهى عراف .

شعرت منذ اللحظة الاولى للفلم انه يدخلني الى اجواء هادئة لكنها محفوفة بالغموض وكأنها تقول لي على  رسلك هناك عاصفة قادمة ,هدوء ما قبل العاصفة ,تدخل الى بيت فلسطيني قديم ,هدوء,بيت \عالم يملئه الكئابة ,والحزن ,والشهوة المدفونة وعطش محرم للحب ,نعم وهدوء .

ثلاث عمات تحكمهن قوانين صارمة ورتابة في حياة يومهن تدخل عليهن ابنة اخ قادمة من دير \ملجأ لتدخل معها لخبطة للقوانين والرتابة وتضع مراَة  امام عماتها لطالما غطينها ورفضن \خفن من النظر اليها .

كل هذا العالم يحدث في هدوء وانا انتظر العاصفة ,ويضحكني هذا العالم تارة ,ضحكة ساخرة , وتارة اخرى يدخلني في مشاعر حزينة ومؤلمة ,يصدمك بواقع الطائفية والطبقية والشوفانية الذي يحوم في ارجاء البيت ويخنقه حتى الموت .

لوهلة وجدت نفسي في بيت برناردا البا فلسطيني ,تذكرت بيت اقارب امي الارستقراطي الذي فقد كثيراً من املاكه بعيد النكبة ,لكنه بقي مع عزة النفس واحياناً الغرور وعدم الاعتراف ان الزمن غير الزمن ,ونساء اعرفها بقيت بين "جدران " بيت والدها ولم تتزوج......

كل هذا يحدث بوتيرة هادئة ,هادئة حتى الملل للحظات ,وفجأة انتبه ان الفلم لمبدعات نساء بالاساس المخرجة \والمنتجة \والكاتبة سهى عراف والممثلات نسرين فاعور وعلا طبري وشيرين دعيبس وماريا زريق. وانهن ادخلنني في عاصفة طيلة الفلم لكنها عاصفة مشاعر من تلك العواصف التي تتقنها فقط مبدعات نساء الرائعة علا طبري بحضور سينمائي ساحر والمتالقة الممثلة الصاعدة ماريا زريق التي قامت بدور صعب بسلاسة وانسياب (وهنا تجدر الاشارة للفنان مدرب الممثلين هشام سليمان الذي عمل مع ماريا) .

سهى عراف سحرتني وادخلتني وبلبلتني في عاصفة مشاعر صاخبة لكنها هادئة .
 

Comments