بين الحافلة وحفلة المشتركة
في عصر تلوث البيئة واسعار المحروقات
المرتفعة واكتظاظ الشوارع بالسيارات من الطبيعي ان تختار السفر بوسائل النقل
العامة فاستخدامها بدلاً من المركبات الخاصة اقل تلويثاً واقل تكلفة ويعطيك الفرصة
للراحة من السياقة ويقلل من الاكتظاظ ,لكن هناك امور غير مرضية بالموضوع فقد تضطر
ان تسافر مع اناس غير مريحين ,مزعجين واحياناً مؤذيين ,بالرغم من ذلك فان الظروف تجعلك
تتغلب على هذا الامر فهو مقارنة بالايجابيات مقدور عليه لكن امراً واحداً يحول, من
ناحية منطق الامور ,من استخدام هذه الوسيلة وهو وجهة المركبة فما دام المركبة لا توصلك الى
حيث تريد بل واحياناً تبعدك فان الصعود اليها غير ذي جدوى .فالمرء ,بطبيعة الامور
,يحدد وجهته ومن ثم يقرر الوسيلة للوصول اليها ,لا يمكن ان تدعو الناس للسفر
بمركبة دون ان تقول الي اين وجهتها ؟!وهكذا يجب ان يكون التعامل مع قضية القائمة
المشتركة!!
ان التحديات التي تقف امامها الجماهير العربية الفلسطينية داخل اسرائيل هي
تحديات متعددة ومركبة ,فهي اولاً جزء مهم وحي من الشعب الفلسطيني وبالتالي قضية
الاحتلال وتبعاته من واجبها ان تقاومه بالاخذ بالاعتبار خصوصياتها واليات النضال
المتاحة لديها ,وثانيا هناك تحديات مدنية كونها تحمل المواطنة في اسرائيل كقضايا
الفاشية المتصاعدة في اسرائيل وقضايا الارض والمسكن وقضايا التمييز في التعليم
والصحة و الثقافة والعمل وجميع مرافق الحياة بالاضافة للتحديات المجتمعية الداخلية
كالطائفية والقيلية والعنف بالاضافة الى حالة العزوف عن المشاركة السياسية وفقدان
الثقة من هذه المشاركة وغيرها من قضايا
المجتمع,ضف الى ذلك ان المجتمع العربي في البلاد غير منعزل عما يجري من حوله من
صراعات في العالم والعالم العربي على الاخص ,بل وامتداد هذه الصراعات ويد الرجعية
العربية الى الساحة العربية الفلسطينية الداخلية .
هذه التحديات المركبة والمتداخلة ببعضها
تتوجب التوقف عندها وعدم القفز عنها عند الحديث عن اي فعل سياسي .
والفعل السياسي بطبيعة الحال لا يختصر ولا
يقتصر على التمثيل البرلماني فهو فعل له اشكاله المختلفة والمتعددة ويبقى التمثيل
البرلماني احد هذه الاشكال,هناك من يراه مجدياً وهناك من يراه غير ذلك من باب
الربح والخسارة وهناك من يعارضه فكرياً ومبدئياً.وهنا اود التعامل معه بالتسليم
جدلاً انه الية متاحة من المنطق السياسي عدم التنازل عنها وهو منبر للتعامل مع
قضايا الجماهير ويجب عدم القبول طوعاً بالترانسفير السياسي من هذا المنبر ,مع
العلم ان هناك من يعتقد غير دلك .
ومن هنا فان الذهاب الى الانتخابات
البرلمانية ,كفعل سياسي , يحتم اخذ القضايا الملحة المذكورة انفاً بعين الاعتبار
,فلا يمكن الذهاب الى الانتخابات دون التعامل مع :
قضية الاحتلال وتنصل اسرائيل من اي حل سياسي
,وجنوح الشارع الاسرائيلي نحو اليمين ,فالمهمة الاولى اولاً اسقاط حكومة اليمين
والدفع نحو وقف الاستيطان وتهويد القدس ودعم منظمة التحرير بالذهاب قدما بتدويل
القضية وهذا برلمانيا ممكناً بزيادة التمثيل للاحزاب الفاعلة في المجتمع العربي
كونها اصواتاً صافية ضد اليمين ودعماً للقضية الفلسطينية .
لا يمكن الذهاب للانتخابات دون التعامل مع:
قضية الفاشية وتصاعدها في اسرائيل ,وخاصة
انها تهدد بالاساس الجماهير العربية ,هذا يتطلب اصطفاف داخلي نعم لكن غير انعزالي
,ان اي انعزال وجعل المعركة معركة كل العرب امام كل اليهود هو انتصار للفاشية
,الاقليات المضطهدة دوما بحثت عن حلفاء لها لدى الاغلبية الظالمة لنصرة قضيتها
وبناء سد امام الاضطهاد ,لذا لمحاربة الفاشية نحن ,كعرب ,بالضرورة بحاجة لحلفاء
,يهود ,لنا تقدميون ,ديمقراطيين ,غير صهيونيين
لا يمكن الذهاب للانتخابات دون التعامل مع:
القضايا الاحتماعية – الاقتصادية وهموم الناس
اليومية من لقمة العيش الى قضايا الارض والمسكن الى قضايا العنف التعليم والثقافة
وقضايا المرأة وحقوقهاوغيرها وهنا يجب طرحها وليس على مستوى الشعار فقط انما بتبني سياسات تحصن المجتمع
وتدعم تطوره
.
لا يمكن الذهاب للانتخابات دون التعامل مع:
عزوف الجمهور عن المشاركة السياسية وابتعادها
عن العمل الحزبي والسياسي ,وبالامكان اولاً تسييس المعركة الانتخابية ,ففي المعركة
الانتخابية تتاح فرصة وامكانية اللقاء بالجمهور ( عند البعض الفرصة الوحيدة خلال
العمل السياسي) وفتح باب التداول السياسي والنقاش حول القضايا التي تهمهم وتقريبهم
من العمل والمشاركة السياسية
واخيراً لا يمكن الحديث عن انتخابات دون :
التعامل مع التداخل ما بين الاقليمي والمحلي
وفرض اجندات الرجعية العربية على المجتمع العربي في البلاد ,والتي اخطرها انضمام
شبابنا لداعش وغيرها من التنظيمات ,هناك حاجة لهذا الفرز !
وعليه فان اي حديث عن اي صيغة انتخابية منوطة
باتخاذ موقف من القضايا السياسية الاجتماعية والاقتصادية التي نواجهها والتي تحتاج
الى :
زيادة التمثبل العربي – بمواجهة اليمين
اوسع تحاف عربي – يهودي بمواجهة الفاشية
رفع المشاركة السياسية وبالتالي نسبة التصويت
بين جمهور الهدف
تسييس الشارع وفتح مجال للتداول السياسي
للقضايا
قائمة واحدة ام قائمتين ؟
الاجابة يجب ان تكون توافقية مبنية على مواقف
ودراسة وليس على عواطف
كل صيغة انتخابية تجيب على هذه المطالب هي
صيغة جيدة .وان كانت القائمة المشتركة تتجاوب وتتجه في هذا المنحى ,فلتكن!
Comments
Post a Comment