"It's the economy, stupid"
الضجة الاعلامية وحالة التهويل ,والقلق الذي يعتري المؤسسة الاسرائيلية بسبب اتفاق ايران ودول العالم بما يخص البرنامج النووي الايراني ,في ظاهره يدور حول قدرات و "خطر" ايران النووية العسكرية ولكنه في الحقيقة حول امكانية تطور القدرات الاقتصادية الايرانية بشكل عام واقليمباً بشكل خاص ,وبالتالي زيادة وزنها السياسي والاستراتيجي في المنطقة .
ان احد اهم بنود الاتفاق هو رفع العقوبات الاقتصادية عن ايران مما يفتح الباب على مصراعيه امام التبادل التجاري بين ايران والعالم لما تحمل ايران من ثقل خاصة في مجال الطاقة والبترول وفي مجالات تجارية متعددة مما يعني تطور ايران كقوة اقتصادية عظمى في محيط غارق في الارهاب والقتل والذبح والتفتت وقوى اقتصادية نفطية يرزح كل مستقبلها ومستقبل شعوبها تحت امرة الامريكان وعبيدهم ملوك وامراء الهوس الجنسي ,والتي لا تستثمر الثروات الا في مصالح وشهوات هؤلاء ,وفي زرع الفتن والقتل والدم في ارجاء المنطقة .
"القلق" الاسرائيلي نابع من ظهور هذا "النجم" الاقتصادي الجديد – القديم ,انظر الاجتماع للمجلس الامني الوزاري المصغر الاسرائيلي للبحث بموضوع الغاز الطبيعي وذكر ايران كاحد المنافسين الكبار في المنطقة , ليس صدفة لم تذكر قطر وهي اكبر ثالث منتج للغاز في المنطقة , فقوة الاقتصاد القطري تخدم الهيمنة الامريكية والصهيونية في المنطقة ,بينما اقتصاد ايراني قوي بعني زعزعة لهذه الهيمنة .
ان الولايات المتحدة تدخل هذا الاتفاق وهي تعي بانها تمر بازمة وبانها باتت ليست القطب والقوة الوجيدة في العالم كسابق عهدها لسنوات , وتبني ايضاً على ان الانفتاح الاقتصادي الايراني من شأنه ان يبني تياراً ليبرالياً قوياً داخل ايران ويخلق تناقضات داخلية ايرانية وتهيئ لتغيير نطام الحكم او على الاقل تغيير وجهة السياسة القومية الايرانية لتلتقي مع المصالح الامريكية ,بالاضافة الى انه وفي كل الاحوال يفتح سوقا واسعاً للشركات الامريكية الكبرى " وفيد واستفيد" . وما تلاعب الادوار بين الامريكان (الشرطي الجيد )واسرائيل ( الشرطي الشرير) الا ليخدم هذا التوجه حيث ان دور اسرائيل الان هو التهويل امام الانظمة النقطية العربية من الخطر الشيعي مما يؤجج الاحتراب والتفتت في المنطقة ويقوي التحالف الاسرائيلي الخليجي وبيعد القضية الاساس ,القضية الفلسطينية ,عن اي جدول اعمال,ويفتح سوق بيع الاسلحة والقتل .
اذاً "هو الاقتصاد ياغبي" ,شعار بيل كلينتون في حملته الانتخابية , الذي يحدد المصالح ويقرر السياسات ,والنظام العربي بدلا من ان يأخذ ثرواته لتطوير ذاته اقتصادياً وفي مصلحة شعوب المنطقة ,يضعها تحت الهيمنة الامريكية ويقع ويوقع في فخ تاجيج العواطف الطائفية والمذهبية التي لا تخدم سوى اعداء المنطقة .وايران دولة ككل الدول تبحث عن مصالحها ,وما دامت مصالحها تتضارب مع الهيمنة الامريكية – الاسرائيلية فهي تلتقي مع مصالح شعوب هذه المنطقة ولو لحين !

Comments
Post a Comment